واشنطن تضغط من أجل هدنة إنسانية في السودان مع دخول العام الجديد
منذ 2 ساعة (19-12-2025 19:45:20) (سياسة)
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، إن هدف الولايات المتحدة الفوري في السودان هو الوصول إلى هدنة إنسانية مع دخول العام الجديد، مضيفا أن واشنطن منخرطة "بشكل مكثف" في هذا الشأن عبر محادثات مع المسؤولين في الإمارات والسعودية ومصر، وبتنسيق مع المملكة المتحدة.وأجاب روبيو، ردا على سؤال لـ"الشرق" خلال مؤتمر صحفي في واشنطن بشأن أولويات الإدارة الأمريكية وخطوطها الحمراء في السودان، قائلاً إن هدف بلاده في الوقت الراهن، وعلى المدى القصير، هو إلى الوصول إلى وقف للأعمال العدائية.وتابع: "هذا ما شددنا عليه للجميع، بما في ذلك أثناء اتصالاتي مع مسؤولين في الإمارات والسعودية (...) مبعوثنا الخاص، مسعد بولس، عاد للتو من المنطقة بعد لقاءات مع المسؤولين المصريين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم. كما أننا نعمل بتنسيق مع المملكة المتحدة في هذا الشأن"، بحسب موقع الشرق الإخباري .ولفت روبيو إلى أن ما يجري في السودان "له أبعاد إقليمية واضحة"، مشيراً إلى أن طرفي الحرب (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع) يحظيان بدعم من خارج حدود السودان، وأضاف أن "هناك أطراف خارجية منخرطة في هذا الصراع. وقد انخرطنا في التواصل مع تلك الدول".وتابع: "الأمر لا يقتصر على دول تقدم الأسلحة والمعدات، بل يشمل أيضاً دولاً توفر عمليات نقل وتمرير للأسلحة، ولا سيما لقوات الدعم السريع، بما في ذلك في بعض الحالات أسلحة متقدمة".هدنة إنسانيةوقال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده تستهدف إبرام هدنة إنسانية مع دخول العام الجديد، تسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى السكان الذين يمرون بضائقة شديدة.وأضاف: "ما زلنا نسمع ونشهد تقارير عن استهداف قوافل إنسانية أثناء توجهها لإيصال المساعدات. وما يثير الدهشة لدينا هو أنه رغم تعرض هذه القوافل للقصف، فإن بقية القافلة تواصل طريقها، وهو ما يعكس مدى التزام هذه الجهات بعملها الإنساني. لكن ما نؤكد عليه للجميع هو أن ما يحدث هناك أمر مروّع".وأردف روبيو: "إنه أمر فظيع، ويوماً ما ستنكشف حقيقة ما جرى هناك بالكامل، وسيبدو كل من شارك في ذلك بمظهر سيئ. وقد أدينا دوراً محورياً في جمع الأطراف إلى طاولة الحوار. وأعتقد أننا سنعرف قريباً جداً ما إذا كان هذا المسار ممكناً".ولفت إلى أن واشنطن تستهدف اتفاق ينص على مرحلة أولى تسمح بهدنة إنسانية من أجل التعامل مع الكارثة الإنسانية القائمة في السودان. وتابع: "بطبيعة الحال، نأمل أنه خلال سريان هذه الهدنة، يمكننا التركيز على العوامل الأخرى التي أدت إلى هذا الصراع والمساعدة في معالجة بعض جذورها".وشدد وزير الخارجية الأميركي: "أولويتنا القصوى، والتي تشكل 99% من تركيزنا حالياً، هي تحقيق هذه الهدنة الإنسانية في أسرع وقت ممكن. ونعتقد أن العام الجديد والعطلات المقبلة يشكلان فرصة مناسبة لكلا الطرفين للاتفاق على ذلك، ونحن نضغط بقوة كبيرة في هذا الاتجاه".تحديات التوصل إلى اتفاقواعتبر وزير الخارجية الأميركي أن إحدى التحديات والإحباطات في السودان هي أن أحد الطرفين أو كليهما يلتزم بتعهدات معينة، ثم لا يفي بها، فيوافق على كل شيء ولا ينفذ شيئاً. وأوضح: "غالباً ما يحدث هذا عندما يشعر أحد الطرفين بأنه يحقق تقدماً ميدانياً، فإنه لا يرى حاجة لتقديم تنازلات، لأنه يعتقد أنه على وشك تحقيق مكاسب على الأرض، وأن الهدنة قد تعيقه".واستدرك: "لكن ما شددنا عليه هو أن أياً من الطرفين لا يمكنه الاستمرار دون الدعم الخارجي الذي يتلقاه".وأضاف روبيو أنه لا يمكنه التكهن بتداعيات المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في السودان، معتبراً أن هناك حرب أهلية، لافتاً إلى أن هناك دول لا تكتفي بتقديم الأسلحة بل تمدهم بالمعلومات والإمدادات اللوجستية، لا سيما إلى قوات "الدعم السريع".في سياق متصل، قال مجلس السيادة الانتقالي في السودان، خلال بيان، إن رئيس المجلس، عبد الفتاح البرهان، تسلّم رسالة خطية من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، وذلك لدى استقباله، الجمعة، بمدينة بورتسودان مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان، محمد بلعيش.ونقل البيان عن المبعوث الأفريقي قوله إن اللقاء تناول سبل تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لدعم أمن واستقرار السودان، وإنه اطلع على "رؤية القيادة السودانية بشأن تطورات الأوضاع وخارطة الطريق المعلنة في فبراير الماضي".وأعلنت حكومة السودان، مطلع فبراير، خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب، تشمل تشكيل حكومة كفاءات، واختيار رئيس وزراء مدني، وإطلاق حوار وطني، وذلك مع إعلان الجيش السوداني، خلال الأيام الماضية، تقدمه في مناطق كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع.وأكد بلعيش، بحسب البيان، التزام الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن بدعم سيادة السودان ووحدته، مشدداً على رفض أي مؤسسات موازية، ومجدداً الدعوة إلى حل سياسي سلمي عبر حوار وطني شامل.